28‏/12‏/2009

رسم .. بلا ملابس رسمية


أناني...؟ و الا عقلاني...؟
بتاع أحلام...؟ و الا الدَفا موجود... ؟
و حتى لو الشِتا فَرَضْ الحُدود
مانيش بردان و لابس صِيفي زيّ مااكون في قلب الشمس...
و الناس حَوَاليّ مِشَتِيّة
طب إيه إللّي مِدَفّيني.. رغم اني مشتاق..
و احتياجي الأوّلاني للحَنان و الحُضن
طب إيه مدفيني؟؟
نَفْسي اللي سارْحَة مَعَ الأفكار؟ .. بتفرّغ الأحْمال
و لا بتْشِيل غيرِ الشّجن ع الكِتُف حِمْل
بس الشجن دافي؟؟
ما بقيتش عارف .. يبقى إيه معنى الدفا؟
حنين..كبير.. مالي الأُفق
و حِنيّة.. مابقيتش مِستخبيّة
فارشة الورق ألوان
و الأصفر أول لون ظهر في بالي.. و اتعمم
مساحة واسعة صاخبة مش متلوثة بلون تاني
و يظهر فوقه رسم لوش حبيبتي اللي سرقها الوقت و الفُرقة
و لَوّنْها صُباعي متحرك على اللوحة بلون زيتي.. مِضَبّب وسط الاصفر بس مرتاح و انسجامي
طب ليه مافيش غير وشّها في الذهن
صورة مِجَسّدها الشجن
يمكن دا هو اللي بيعنى دفا الأفكار؟
تِهاجِم.. تِسْخَن الألوان و تِتوهج مشاعر الفرقة أو الغربة أو البعد الفواصل الأشواق؟
أنا بارسم... في ذهني لسة مش بحقيقي
و صحيح طلّعت لوحة قماش كبيرة ...
و بدأت احضّر الألوان..
بس الحماس لِلَّغْوَصَة في اللون مِعَطّلْني.. لإنه مش مسابقني..
لكن الكتابة أسهلّي
و كل مطلبها قلم و اوراق أو شاشة منوّرة و لوحة للأحرف
و انا كسول..
م البرد؟؟
أنا دافي.. و دفيان..
لكن مافيش أمان..
و حتى بُصّوا الناس متكرمشة في بعضيها و اهم ماشيين بيطُسّهم برد الشتا في وشّهم
و انا واقف وحدي في بلكونتي بلا سروال.

سلام يسري
28-12-09

14‏/12‏/2009

أصل ... و ... حنين


لو كنت غريب عن دي المدينة
كنت حاشوفها أكتر جمال!!
كنت حاحس الزحمة.. طاقة
مغرّقة المجاميع
تحكي الخرافة.. تصير
بتجسّد التواريخ
قديمة
ضاربة في عمق أسطورة طويلة
مْجمعّة الأشلاء
بشوق
تشوّق النَظّارة
و تِبْهِر الرَحَّال!
----
قهاوي فارشة بساطها ع الطرقات.. بساطة
و عمال مسافرين بالحمول..
حواري كَمْكِمْها الزّمن!
و نيل متابع المشوار
مزغلله شعاع م العلالي
و مضلّله الشجر العتيق
و ساكنه فلاحه الفصيح للآن
وجباته واجبة للفقير
و فيها ريحة الشرق الحميم
و صميم.. دفا البشر..
انحيازي لكنه في الآخر دفا...
حرارة الجوّ المِصَيّف .. شمس
في الأول دفا منوّر
و في الآخر
حريق ناحت.
حتى الشتا دافي الحنان
مدنه مداريها السكوت
مسكون.. سنين مليانة فيض حنين
تراب
مغرّق البنايات
ماهي الصحرا ماهيش ناسية
غالبة الأسطورة بحضورها
و النيل قوي لكن حزين
غرقان... و مسدود بالأنين
أنا من هنا..
و ساعات مسافر في الحكاية ..
غريب مش منّها
زاير و مشغول بالبكا
عيني محمّلها الأسى
و القسوة في جيراني انحياز
هوّ كمان دافي
لكن بيحرق الحريّة فيّ..
حريّة من صُنْع غربي
لكنّها ... مشرّقة ...
و مقريّة في سنوات العلام و البحث
و انا مش غريب
لكن غريب جداً
رمادي و مش رمادي
أنا .. بعيد جداً
لكن قريب.. بقرب دموعي المجروحين
تحرك الدمعات سطوري .. و بانطلق
حنية مسقيّة باسكندرية.. و بأسوان
بالنيل و بالجسم الحزين
روحي القديمة سابقة في الزمن الجديد
فاتحة شراعها
و الرِحال حاضر
لكن البقاء واجب
شظايا الإنسانية حاملاني على الأكتاف .. و حاملها
و سابق.. لسّة مش ساكن و مش ساكت و لا حاسكت
و عالِم بيّ و انا حالِم
سؤالي قديم قِدَم السنين... مروِي بنيلي
ترويني قصص المحبَّة و الأشواق.. تغطيني
و أي غطا مغمّيني
---
يا ترى المدينة حاملاني.. و الا حاملاها أحلامي
و شجرة كبيرة مفرّعة.. و زرعتها
و بترتوي منّي و ترويني
و الرفقة أصحاب اجمّعهم و جامعاني معاهم الأزمات
و أحلامنا سارحانة و فايقة ع الأزمة
ما هي اللازمة.. مزامنة الأزمة و الزحمة
بتصنع منّي معزوفة و تخلقني
و لو المدينة حاملاني.. أنا احمَلْها
تقوّتني و اغذّيها .. تعذّبني و اعزّيها .. و تجرحني و انا احضنها
---
في الوقت اسطورة.. وجودها اغنية جريحة بلا نهاية حلمية
نكمّلها و نرسمها.. كما تحلا نحلّيها
كما ترافقنا نوافقها ..
بنرصدها و تشغلنا.. تشكل همّنا .. نحلم ... نشاركها
---
و ان كنت مش من هنا عمري
كان شعري يتغيّر و انا
أنا من هنا..
أشعاري منسوجة بغُنا صخب المدينة و حزنها..
و دَفا رصيف حكاياتها شوقي الأصيل..
و مستنّي..
حتتجمّل حكايتي مع المدينة هنا و لا حاتتأصّل حنين!


سلام يسري
14-12-2009
مقهى الحرية- عصراً

05‏/12‏/2009

المحتوى الباقي


في المقهى...

أردت أن أجلسَ قليلاً، متابعاً حركة الحياة، من دون أن تغرقَني الأفكار.

و بالكاد، تخلّيت عن ذاتية التفكير و انطلقت للأعمّ الأشمل.

أحتسي قهوةً تلو أخرى، و أشعل سيجارةً من سيجارة.

أجريتُ متتالية مكالماتٍ هاتفية بعضها ضروري و الآخر لا يعني الكثير.

و في لحظةٍ قدرية، مددت يدي لأتجرّع آخر قَدْرٍ من كوبي الصغير. ضرب كفي الكوبَ دون أن يحملَه، فسقط بقوة و انسكب منه المحتوى الباقي.

لم أهتم كثيراً باللحظة و انشغلت بسيجارة جديدة أشعلها، من دون أن تشغلني قدرية هذه اللحظةز ذلك، إلى أن أتى الساقي مبتسماً يحمل منشفة ليعيد الطاولة لنظامها الأول و يمحو أثر فوضى القهوة المنسكبة.

اعتذرت.

ردّ متفائلاً:" خير...خير"، ثم استطرد: " قاللك دَلَق القهوة... قاللك جايله الخير..".

ابتسمت، و شكرت كلماته المتفائلة في داخلي.

كنت في الحقيقة أحتاج لأية إشارة على خير آتٍ، فهذه الفترة من حياتي ينبعث إليها ضوء عدميّ لا يحبذ التفاؤل.

سلام يسري

مقهى فيينا بالقصر العيني

4-12-2009