28‏/10‏/2008

بلاعة الاغتراب


بلاعة الاغتراب

في الغالب

مش عايز أكتب

و ماهوش معقول

كل اما تخطر في بالي جملة

أقوم انا أكتب قصيدة

الجملة للقصيدة

و مش العكس الصحيح

زيي انا و الحياة

مانا اصلي للحياة

و مش الحياة ليّ

زيي أنا للوجود

و مش الوجود ليّ

شرارة تبرق في الفضا

تنوّر الكون الخلود

و بتنطفي

و كإنها ما نورت

و هو دا أصلي انا

باضوّي دلوقتي الزمان

و عامل دوشة في المكان

و لكني رايح أندثر

و راح أغيب وسط الغياب

و انا مبلوع من الاغتراب

22-09-2006

ع الورق


ع الورق

من فترة كبيرة عدت

ما يحسبهاش العقل

بس ف ورق قديم

كان مكتوب الميعاد

صورة من الضباب لشاب مع بنوتة

لطيفة حنينة و هو كمان جميل

ماشيين لوحدهم في طريق من الورود

و كله من الضباب

حتى الغنا الي معاهم

جميل صنع الضباب

كل الأشكال ضباب

ما فيش حاجة بحقيقي

و لإنه ما فيش حقيقي

فضل ميعاد ف ورق

سلام يسري

10-2006

جزء من العرض الغنائي (ثورة قلق) لفرقة الطمي المسرحية


لو كنت حضرت بداية الخلق الكبير!

لو كنت حضرت بداية الخلق الكبير!

ما اعرفش كنت حاكون طاووس

و الا يا ترى بقعة سواد على ضهر قط

أو رمل في جبل عالي و متساوي

أو حابقى نقطة مَيَّة تسعى في قلب المحيط .. و شاربة حبة ملح

أو تسعى في قلب التراب و تربِّي قمح

أو كنت طائر و الا إنسان و الا كوكب

و الا نجم

و انا نجم

بس سارح فى السحاب

أنا ليل

فى ليل

أنا ليل جبان فى ليل عملاق

ليل نفسه يكون

يكون ولا يسرق الفرح

ولا دقة ساعة تسرقه

و لا تسبقه الأفكار

أنا ايه انا لو سألوني

و الله مااعرف اقول و ارد

سؤال يخوِّف مين انت

و الرد خايف

الرد عايش في سراب مجهول

إلا إذا رديت بهزل .. حاكون صريح

حارد هزل و اعيش هزيل بادوَّر وسط المهزلة و اللانهائي

حاقول:

مين يعرفني ممكن يقول انا مين؟

و مين اعرفه أقدر أقولّه انا مين؟

حاقول:

العيشة عيش متغمِّس فى القلق

و القلب ضاجر من حبسته في الصدر

بيدُق و يسرَّع ... يهدِّي

يعافر الجسمان

و في النهاية بيفطس الغلبان

ينسى الصخب و الدَّب و يتخنق

أنا مش حاقول و ازيد و اعيد

لأن غيري قال و عاد

و فيه من غيري أعقل و فيه من قولي جاد

بس الكلام بيجيب كلام

حارجع واقول زي البداية

لو كنت حاضر أول الخلق الإلهي

على الأقل كنت حاشوف شاهد معايا

يقول:

ما شفتش خالق الكون المهيب

يقول:

كان يوم رهيب

فيه م النيران أسراب سيول

نيران و بس

طب يا ترى أنا كنت هناك بجد

أو كنت حبَّة من النيران...


سلام يسري

14- 5 -2006

الغزو


لن يمضى طويلاً حتى تملأ رأسى تلك الشعرات البيض , التى بدأت حملة إغارة أسرابها المهاجرة من الزمن الآتى .

بدأت اليوم, أمام مرآة الاعتياد ,

ظهر بياض لا معتاد, شبت قبل أن أعرف الشباب,

شببت دون مراهقة,

راهقت دونما طفولة ,

و عشت طفلاً ,

سأعيش طفلاً رغم شيبى البادى و جدِّيتى التى تعترض طريق خفتى بصمتٍ لخوف...

أعلم القليل عن تلك الشعرات البيض ,و بالطبع أعلم أكثر عن الشعرات السود الغامقات الملاصقة لها...

علمت اليوم أن سباقى فى الحياة , معتمد على مظهر مباغت, فإن لم أكتفى معرفةً بالشعرات السمراء قبل أن تحتل وجودها البيضاء فسأكون خاسراً و إن لم أستطع أن أعى شعراتى البيض قبل أوان رحيلى , فسأخسر السباق الأزلىّ لأبدِ لا ينتهى...

و سأبقى الخاسر, و ستبقينى الخسارة رهن يأس الفشل, و أمل محاولة جديدة , فرصة أوقن أنها لن تأتى.

ستتداعى الأحداث و الذكريات و الروائح,

ستتداعى الأصوات و المعانى , و النغمات,

تلك النغمات التى أكتب دائما بهاجس موسيقاها المتصلة بروح الكون الحقة,

و لكن من دون بشر ,

فما الداعى لتلك التداعيات رهينة الأبعاد فلا أراها.


سلام يسرى

عصر الجمعة 28-2-2005